محافظة ظفار

    مقدمة تعريفية عن محافظة ظفار

     

                   لقد أسهمت الحضارات القديمة التي تعاقبت على جنوب شبة الجزيرة العربية وموقعها المتميز في ان تشهد ظفار فترات طويلة من الازدهار والرخاء وان تكون واحدة من المناطق التي أطلق عليها تسمية ( البلاد السعيدة ) إذ يقول الرحالة (برترام توماس) في كتابه (البلاد السعيدة): (إذا كان هناك منطقة في شبه الجزيرة العربية تصدق عليها هذه التسمية إذا استثنينا اليمن فهي بحق المنطقة التي تسمى (ظفار). ويرجع تاريخ ظفار الى العصور التاريخية القديمة، إذ اقترن تاريخها بالدور الاقتصادي الذي كانت تقوم به عبر العصور، فقد عرفت ظفار منذ نبي الله سليمان عليه السلام، إذ يروى بأن بلقيس ملكة سبأ جعلت اللبان هدية الى سيدنا سليمان(النبي) في القرن العاشر قبل الميلاد. كما ذكر المؤرخ الإنجليزي برستيد في كتابه (تاريخ مصر)، مبيناً أن مادة المر الشبيهة باللبان وجدت في قبر توت عنخ آمون. ويقول السالمي مؤرخ كتاب (عمان) بأن الآشوريين استولوا على عمان وطالبوا بدفع الجزية عينا باللبان الذي كانوا يقدمونه لأحد آلهتهم المسمى مردوخ, وأشار البروفسور( نيكسون ) إلى أن اللبان كان جملة السلع التي كانت تحمل إلى الملك الآشوري سرجون الأكدي وذلك عام 750ق.م مع الخيول والجمال من الجزيرة العربية إضافة الى الأنسجة التي تستوردها عمان من الهند، ثم تنتقل إلى العراق وإلى الفراعنة في مصر.لقد كان لانهيار سد مأرب في القرن الثاني الميلادي وهجرة القبائل العربية من جنوب شبه الجزيرة العربية إلى عمان واستقرار جزء منها في ظفار دور بارز في ظهور ممالك ودول من بينها ( المنجويين والرسوليين وال كثير) التي كان لها إسهام كبير في توسيع النشاط الحضري من خلال تشييد المدن والمواني كمدينة البليد التي تم تشييدها في عهد دولة المنجويين وميناء سمهرم وتوسيع النشاط التجاري وفتح طرق ملاحية في المحيط الهندي وازدهار التجارة مع الصين وبلاد مابين النهرين وغيرها من بلدان العالم، حيث ارتبط تاريخ ظفار بتجارة اللبان التي قامت على إثرها ما يعرف بممالك اللبان وسميت الطرق بطرق البخور، فأصبحت شجرة اللبان ليست مجرد شجرة، بل هي الحضارة والتاريخ والاجتماع والجغرافيا، منها قامت مدن وحضارات على مر العصور الموغلة في القدم.

    وتدل الشواهد الأثرية المنتشرة في ربوع المحافظة على إن ظفار تمتعت بنفوذ كبير في الجنوب العربي وبأنها مركز هام لإنتاج اللبان وذلك من خلال ذكر مواني تصدير اللبان والوجهة التي تتوجه إليها القوافل والسفن المحملة به، كميناء سمهرم وطريق اوبار ( الشصر) وغيرها. كما إن المواقع الأثرية والتاريخية ونتائج الاستكشافات الأثرية التي تم التوصل إليها أسهمت في استجلاء أوجه النشاط البشري إلى حد كبير في مختلف الحقب التاريخية في ظفار. تنقسم محافظة ظفار إداريا إلى عشر ولايات هي ( صلاله, طاقة, مرباط, سدح, شليم وجزر الحلانيات, رخيوت, ضلكوت, ثمريت, مقشن , المزيونه ) وتضم الولايات عدد من النيابات والمراكز الإدارية. يبلغ عدد سكان محافظة ظفار وفق الإحصاء السكاني للعام 2020م  416458  نسمة.