عن محافظة ظفار

    المواقــع الأثرية في محافظة ظفــــار

    موقع البليد الأثري

    موقع البليد الأثري:

               موقع البليد الأثري: البليد مدينة تاريخية بناها المنجويون في القرن الرابع الهجري من العصر الإسلامي. تقع في أحد أحياء مدينة صلالة الحالية بمنطقة الحافة وبقت المدينة الرئيسية إلى إن شيدت ظفار الحديثة التي اختطها أحمد بن محمد الحبوظي سنة 620م وسميت باسم ظفار الحبوظي تبلغ مساحة مدينة البليد الإثرية ستمائة وأربعين ألف متر مربع وهي المدينة الإسلامية الأثرية الأكثر أهمية على ساحل بحر العرب خلال القرون الوسطي.

              وقد اجمع الباحثون من خلال الاكتشافات والشواهد الأثرية ومن دراسات الفخار والمواد العضوية بأن الموقع يعود الى العصر الاسلامى بينما تشير الشواهد الى أن الموقع كان مأهولا منذ أواخر الألفية الخامسة قبل الميلاد وأوائل الألفية الرابعة قبل الميلاد ( القرن الرابع الهجري ) وتعرضت المدينة للدمار وأعيد بناؤها عام 1221م وتفيد المصادر التاريخية بأن المدينة قد أعيد تأسيسها في القرن العاشر الميلادي ثم جدد بناؤها بمستوى معماري متقدم يضاهى المدن الإسلامية الكبيرة في أساليب الفن المعماري وفى أسوارها الكبيرة وتحصيناتها القوية كما اشتملت منشآت المدينة بتميز فنها المعماري مثل الحصن والجامع الكبير والمساجد الصغيرة ودور السكن والمرافق العامة الأخرى.

              وقد استفادت هذه المدينة من تجارة اللبان مما أدى الى ازدهارها حيث شملت صلاتها التجارية موانئ الصين والهند والسند واليمن وشرق أفريقيا من جهة والعراق وأوروبا من جهة أخرى. وقد قام الباحث بيرترام توماس في عام 1930م بالتقاط صور ضوئية للموقع والتي مثلت أهم المراجع في دراسة الفن الهندسي والمعماري للمنطقة كما قامت البعثة الأمريكية برئاسة وندل فليبس وبإدارة ويليام فرانك البرايت في عام 1952م بالكشف عن مبنى كبير في أقصى شرق المدينة وبقايا أعمدة مزخرفة وأحجار مطلية وبقايا قواعد أعمدة. كما تم تنفيذ برامج حفريات وتنقيب وترميم في المدينة بالتعاون مع جامعات متخصصة من ألمانيا كشفت عن كثير من معالم المدينة الهامة ولا تزال أعمال التنقيب والترميم مستمرة للكشف عن معالم أخرى في المدينة مثل الجامع الكبير وهو من أهم المباني في الموقع ويضم نحو 144 عمودا تشكل ثلاثة عشر صفا من الأعمدة موازية لجدار القبلة معظمها ثمانية الأضلاع ويتوسطها مساحة غير مسقوفة كما تم الكشف عن مجموعة من المساجد الصغيرة ودور للسكن وكذلك حصن البليد الذي هو مقر الحاكم ومركز السلطة في المدينة ويقع شمالي المسجد الكبير وتم الكشف عن بعض أجزاء أبراج الحصن ومداخله.

               وذكرت المصادر التاريخية أن مدينة البليد كانت محصنة ومحاطة بأسوار دفاعية ولها أربع بوابات وقد جاءت التنقيبات لتبين امتداد هذا السور حول المدينة حيث تم الكشف عن جزء كبير من سور الجانب الشمالي لها والذي يحتوى على البوابات مع أبراج في جوانبه ويحيط بالمدينة خندق مائي (خور) من الجهة الشمالية والشرقية والغربية إلا أن الخور في الجهة الغربية اندثر بفعل الزمن ويعتقد أن الخور كان يستخدم لنقل البضائع الى المدينة من السفن الراسية في البحر أو كمرسى طبيعي للسفن الصغيرة أو كحماية طبيعية للمدينة من السيول لتصريف المياه الى البحر ويعتبر خور البليد محمية طبيعية ضمن محميات الخيران بساحل محافظة ظفار.

               تم إدرج آثار مدينة البليد ضمن سجل التراث العالمي في العام 2000م وتقوم الحكومة بحماية هذه الآثار والاعتناء بها وتشييد المنشآت التي من شأنها الترويج لهذا الموقع الأثري الهام.

    موقع خور روري الأثري

    خور روري الأثري:

               يقع على الشريط الساحلي لمحافظة ظفار في المنطقة الواقعة شرق مدينة طاقة ويبعد عن ولاية صلالة بحوالي 40 كيلومترا ناحية الشرق ويتصل الموقع بالوادي المنحدر من دربات الواقعة إلى الشمال منه. ويعود تاريخ هذا الموقع الأثري الى القرن الأول قبل الميلاد. وتشير الاستكشافات إلى إن الموقع كان يعرف باسم ميناء سمهرم الذي ميز المنطقة بنشاطها التجاري وبالذات في القرن الثاني قبل الميلاد بالموقع أثار لمدينة تاريخية باقية إلى يومنا هذا منها النقوش الحميرية التي تحكي قصة تأسيس المدينة بالإضافة إلى علاقة مينائها بتصدير اللبان إلى مختلف دول العالم، وقد بقت هذه المدينة قائمة إلى إن تم تدميرها في القرن السادس عشر على أيدي الأتراك والبرتغاليين.

    اكتشفت مدينة سمهرم من قبل ويندل فيليبس عام 1952م ودلت المكتشفات على أنها بنيت من أجل السيطرة على تجارة اللبان والبخور. واستكملت البعثة الإيطالية التنقيب عن آثارها - كما اكتشف فريق جيولوجي فرنسي عام 1988م آثار قديمة يعود تاريخها الى 35 مليون سنة وهي عبارة عن رسوبيات وأسنان حيوانات منقرضة.

    تشير الشواهد من بعض الأدوات والعملة المعدنية والفخار الى أن مدينة سمهرم كانت من أحدى المدن العربية التي تميزت خلال تلك الفترة التاريخية بعلاقات بحرية متينة مع مناطق البحر الأبيض المتوسط والهند ومنطقة الخليج وقد تم تحديد الحقبة الزمنية للموقع ما بين القرن الرابع قبل الميلاد الى القرن الخامس الميلادي. أدرج موقع سمهرم التاريخي في قائمة التراث العالمي منذ العام 2000م وتعتبر مدينة سمهرم أحدى المعالم التراثية والسياحية بمحافظة ظفار التي تحضي باهتمام السياح والزائرين للمحافظة مما دفع الجهات الحكومية المعنية إلى الاهتمام بهذا الموقع والسعي لإنشاء المرافق الخدمية اللازمة فيه.

    موقع الشصــر -أوبار

    الشصــر - أوبار:

              تقع الشصر إلى الشمال الغربي من مدينة ثمريت وتبعد عن مدينة صلالة حوالي 165كم. يعتبرها الباحثون اكبر تجمع للقوافل التجارية المتجهة الى حضارة ما بين النهرين عبر الربع الخالي. اكتشف فيها آثار نقود ترجع الى العام 600 ق.م، ويقدر عمر الموقع الى 18 ألف سنة ق.م .في عام 1992 تم الإعلان عن اكتشاف بقايا مدينة اوبار بواسطة بعثة أمريكية للتنقيب عن الآثار برئاسة البروفسور زارينز. وقد ذكر هذه المدينة بطليموس في القرن الأول الميلادي وماركوبولو في القرن الثاني عشر الميلادي.  تمثل أثار منطقة الشصر (اوبار) أحدى المعالم التاريخية الهامة بمحافظة ظفار ووجهة سياحية رئيسية لهواة التعرف على الآثار والمواقع التاريخية وقد تم أدراج منطقة الشصر(اوبار) في قائمة التراث العالمي منذ العام 2000م.هذا فيما توجد بالمحافظة العديد من المواقع الأثرية تتوزع على مختلف ولايات المحافظة إذ لا تخلو منطقة في المحافظة من أي من الشواهد التاريخية التي تحكي التواصل الحضاري والتاريخي لهذه المنطقة ومن بين هذه الآثار:

    أثار منطقة ( ريما ) الواقعة غرب طاقة وهي عبارة عن تيجان أعمدة منحوتة من الصخور الجيرية، و( قصبار ) وتقع فوق عين ماء طبرق وهي تتزامن مع تاريخ حمران وهناك آثار حمران في الفترة الإسلامية وكذلك مباني وادي دربات وآثار ونقوش وادي ذهبون التي تعود الى ما قبل الإسلام وهناك أيضا أثار منطقة ريسوت وهي عبارة عن قلعة مبنية على الجبل والبحر محيط بها، وآثار غيضت ( أشجون ) التي تقع في الشمال الغربي من مدينة مرباط على سطح جبل ارتفاعه 1500 قدم وهي عبارة عن أبراج صغيرة على شكل نقاط للحراسة، وآثار المحلة ( أحلت ) على بعد 7كم شرق مدينة سدح، والى الغرب من المحلة تقع آثار رأس جنجري ( أضاد ) على جبل أضاد على ارتفاع ألف قدم من سطح البحر.

    كما توجد في حاسك ( الرقيببة ) بعض الآثار وتقع غرب سدح مواجهة لجزر الحلانيات وتقع هذه الآثار على سطح جبل في الحافة الغربية من وادي (حضبرم) وكان ميناء لتصدير اللبان والأسماك ما قبل الميلاد.كما توجد آثار في وادي حانون شمال مدينة صلالة بحوالي 45كم وبها مستوطنة أثرية قديمة وكان اسم حانون القديم. وفي المنطقة الغربية من محافظة ظفار تقع آثار خرفوت وهو ميناء بحري يقع بين ضلكوت ورخيوت بجبل القمر على بعد 15كم من رخيوت وبه برج (كوت ) يسمى باسم خرفوت، فيما توجد بالحوطة آثار قديمة على بعد 10كم من رخيوت وبه مصورات حجرية. وقد اشتهرت المنطقة باسم غياض أو غيضة بن عثمان.كما يوجد ميناء قديم يسمى ميناء الفزايح بين المغسيل ورأس ساجر ويسمى حاليا

    ( ميناء مرحات ) وبه آثار وأسوار حجرية ومقابر إسلامية وبالقرب منه بعض الجزر الصغيرة أهمها جزيرة فيزاح. وتوجد بمنطقة المغسيل على بعد 45كم غرب مدينة صلالة ثلاثة مواقع أثرية بارزة، في خور المغسيل وبرج مراقبة يعلو كهف المرنيف ومقابر إسلامية في الساحل الجنوبي للمغسيل.وهناك آثار في مناطق مختلفة من المحافظة عبارة عن مدافن أثرية أهمها آثار مضي في ثمريت وآثار صولي في طاقة. وقد تم إنشاء متحف ظفار للتاريخ الطبيعي التابع لوزارة التراث والثقافة ليصبح الوجهة الأساسية للتعريف بتاريخ المحافظة وموروثها التاريخي حيث يضم المتحف العديد من التحف والمعروضات الأثرية والتاريخية كالفخاريات والمخطوطات والوثائق والعملات النقدية. كما تقوم حكومة السلطنة ممثلة في مكتب معالي مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية بالتعاون مع عدد من الجامعات في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية بتنفيذ العديد من برامج التنقيب والصيانة والحماية للمواقع المرتبطة بإنتاج وتصدير اللبان وهى وادي دوكة وشصر (اوبار) وسمهرم والبليد والمسجلة في قائمة التراث العالمي الثقافي والطبيعي تحت مسمى (طريق اللبان) عام 2000 وذلك لأهمية هذه المواقع باعتبارها مواقع ذات قيمة إنسانية عالمية.

    وتمشيا مع هذه الأهمية وفى إطار تأهيل المواقع الأثرية والحفاظ على خصائصها ومميزاتها التاريخية والاهتمام بالتراث الوطني ودعما للجهود الرامية الى تنشيط الحركة السياحية بالسلطنة قام مكتب معالي مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية بإنجاز العديد من مشروعات التطوير والصيانة والحماية للمواقع التي لعبت دورا بارزا في تجارة اللبان من خلال تنفيذ مختلف البرامج الضرورية لهذه المواقع إضافة الى إعداد الدراسات المسحية والتوثيقية والبيئية.

    وتهدف هذه الجهود الى تنمية سياحة مستقبلية دائمة وتشجيع سياحة التراث الثقافي والتعريف بالأهمية والقيمة التاريخية لهذه المواقع خدمة للزوار وجعل كل مقومات السياحة في متناولهم حيث يجرى في هذا الإطار الانتهاء من إنشاء منتزه البليد الأثري الذي من المتوقع افتتاحه في نهاية العام 2004م. ويشتمل المنتزه والذي هو عبارة عن مجمع متكامل على متحف أرض اللبان ومتحف التاريخ البحري العماني وعلى قاعة للمحاضرات وعرض الأفلام الوثائقية للتعريف بحضارة السلطنة منذ عصور ما قبل الميلاد وحتى عصر النهضة إضافة الى وجود محل لبيع التحف والمصنوعات اليدوية ومطبوعات مختلفة عامة ومتخصصة واستراحة للزوار.. وصمم المجمع ليكون نقطة توقف تشتمل على المتطلبات الضرورية للسائح يتعرف من خلالها على أهمية الموقع. كما يجرى حاليا إقامة استراحة خور رورى وإعداد الموقع الأثري لاستقبال الزوار من خلال تحديد ممرات المشاة واللوحات التوضيحية وإجراءات الحماية اللازمة.

    وفيما يتعلق بوادي دوكة يقوم مكتب معالي مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية بتنفيذ عدد من البرامج لتأهيل الموقع من خلال زيادة أعداد أشجار اللبان بزرع حوالي 5000 شجرة لكي يصبح الوادي نموذجا لأشجار اللبان المنتشرة بالمنطقة ويحقق التوازن مع الأضرار التي تصيب الشجرة بسبب العوامل البيئية المختلفة.